تابع الملايين مباراة كرة القدم بين فريقي الأهلي المصري وبيراميدز اللذين يتصارعان من أجل الفوز بلقب بطولة الدوري المصري …
الأهلي المصري تسانده جماهيره الوفية المتحمسة العريضة … ونادي بيراميدز بطموحاته وآماله لتحقيق أول ألقابه بعد سلسلة من الإخفاقات رغم ما يتمتع به النادي من دعم مالي سخي من مالكه الإماراتي، الذي وفر له كل الإمكانيات بدءا من لاعبين محترفين متميزين انتهاء بكل ما يلزم سواء فنيا أو إداريا ….
الفريق الاستثماري يتصدر الجدول بسبب مؤجلات كثيرة جعلت المنافس الأحمر متأخرا في الترتيب بسبب كثرة مشاركاته الأفريقية و الدولية … وما أن انتهت مشاركاته بدأ يتقدم في جدول المسابقة ويضيق الفارق بينه وبين النادي الاستثماري …
زادت الإثارة عندما التقى الفريقان مرتين في أقل من اثنى عشر يوما …
انتهى اللقاءان بفوز الفريق الأحمر لتزداد فرصة في الاحتفاظ بالبطولة المفضلة له ولجماهيره العريضة …
المباراة الثانية شهدت أحداثا مؤسفة … تراشق وتلاسن بأحط و أحقر وأقذر الألفاظ ما بين الجماهير واللاعبين …
احتكاكات و اعتداءات عنيفة داخل أرض الملعب بين لاعبين بينهما مشاكل وصلت إلى المحاكم ….
ثم استمر الحال بعد
انتهاء المباراة … ليتم تشويه صورة المجتمع الرياضي المصري …
اللافت للنظر أن هناك تسيبا كبيرا وتخاذلا شديدا من المسؤولين عن تنظيم المسابقة ….
اتحاد ضعيف لا يستطيع التصدي للمشاكل .. يتبع سياسة التوازنات ولا يطبق اللوائح إلا على الضعفاء
الأندية الكبرى تستقوي بجماهيرها وظهيرها الإعلامي المساند والداعم …
السوشيال ميديا تسيطر على قرارات الاتحاد وتوجهها حسبما تريد …
وبالرغم من الاستعانة بالتحكيم الأجنبي إلا أن المعارضات والاعتراضات زادت عن الحد …
اللاعبون المحترفون أصبحوا يتلاعبون بفرقهم ولا يحترمون أنظمة البلد الذي يستضيفهم ولقد كان منظر أحد اللاعبين المحترفين العرب مشينا وهو يترك فريقه أثناء عزف السلام الوطني لمصر حتى لا يقوم بمصافحة لاعب منافس بينهما مشاكل … !!؟؟
كما يقوم نفس اللاعب بالاعتراض على قرار طرده بعد أن كاد يفتك بخصمه في لعبة خطرة لولا أن الله لطف
رأينا هذا اللاعب يرفض قرار الطرد ويحاول أن يواصل اعتداءه على خصمه ثم يتوجه إلي جماهير الفريق المنافس ليتبادل معها السباب بأحقر وأحط الألفاظ … !!؟؟
كل هذا و العالم يتابع ويتفرج …
ويتواصل المسلسل الهابط من خلال ما يذاع على الفضائيات من برامج تحليلية تزيد الفتنة وتسكب البنزين على النار … ما بين مؤيد ومعارض …
وهنا نتساءل:…
إلى متى يستمر هذا الوضع الشائن … وكيف تترك الأمور دونما تدخل حازم يحفظ كرامة كل من يشارك في هكذا نشاط المفترض أن أهم أهدافه زيادة الألفة والمحبة بين الشباب في إطار من الروح الرياضية ….
كيف يسمح النادي الكبير لجماهيره أن تستخدم السباب الجماعي ضد لاعب أو مدرب أو إداري من الفرق المنافسة ..
ولا يقل أحد إن الجماهير لا سلطان لأحد عليها …
فلو أرادت قيادات الفرق الكبرى أن يلتزم جمهورها فهي بالتأكيد تستطيع … ولكن وسط هذه الفوضى والانفلات الأخلاقي غير المبرر فالأمور أصبحت خارج السيطرة وسوف ينقلب السحر على الساحر وستتحول هذه الجماهير إلى وحش كاسر يدمر كل شيء ولن يبقي على شيء …
المنظومة الرياضية الكروية في مصر تحتاج إلى وقفة حازمة قلناها وبحت أصواتنا .. نكررها ولا نمل ….
أعيدوا للرياضة المصرية رونقها وشياكتها وأخلاقياتها ..
طهروا الوسط الرياضي من كل الدخلاء .. من كل المرضى والمشوهين
طبقوا اللوائح والقوانين على الجميع دونما تمييز أو استثناء ….
افعلوها حتى لا تتكرر مأساة ستاد بورسعيد و مأساة ستاد الدفاع الجوي …
انظروا حولكم … شاهدوا كيف صعدت دول نحن من علمها ومن وضع لها انظمتها الرياضية ..
دول وصلت إلى العالمية وأصبحت تستضيف أقوى وأشهر البطولات العالمية ولقاءات الدربي الشهيرة ونهائيات البطولات القارية وحصلت على شهادات الامتياز وأبهرت العالم بما قدمته من إمكانيات ومن تنظيم بقواعد وكوارث وطنية احسن إعدادها .. ومسابقات محلية يطبق فيها القانون على الجميع دون استثناء ولا رحمة ولا شفقة بمن يخطىء أو يتجاوز مهما كان حجمه ومهما كان عدد مؤديه ومناصريه ..
وبسبب ذلك تقدمت بل وتفوقت على أعظم وأكبر الدول الأوربية …
إلى متى سنظل ندور في الحلقة المفرغة .. إلى متى سيعرض سمعة بلادنا للتشويه …
متى ستعود لنا الريادة المفقودة بفعل فاعل …!!؟؟
ارجو أن أجد إجابة واحدة شافية لأي تساؤل مما سألت …